وشتان ما بين القيادة منصبًا والقيادة واقعًا. ذلك أنه إذا خلت القيادة من حس الفضيلة، صار القائد – على ما يزعم بحكم منصبه – على أحسن الأحوال مديرًا، كما هي الحال مع الرئيسة دانييلز، أو مُستأسِدًا مُتجبِّرًا على أسوأ الأحوال. وعبارة «القائد الفاضل» إنما هي من فرط القول؛ ذلك أن القيادة الحق لا تخلو من الفضيلة.
فمن واجب القائد أن يرفع بفعله ذوي المصلحة المعنيين به فوق ما قد كانوا عليه حالاً أو مقامًا قبل أن يُمضِي فعله. وليس بمستطاعه أن يفعل ذلك عن قصدٍ منه ما لم يكن على دراية بما هو خير لهم ويُنفِذه. وليست هذه مسألة تُؤتَى دفعة واحدة، بل هي مسألة اعتياد؛ أي مسألة اقتدار على الاعتياد تَعَلُّمًا على تمييز الخير وإتيانه. وذلك، وفق مذهب أرسطو، مفهوم الفضيلة، ومُقابِلها الرذيلة بما هي التقصير دون الاعتياد تَعَلُّمًا على تمييز الخير وإتيانه.